البيعة، وضبط الكوفة، فدخل الحسن من الغد، فكانوا يسألون في الطريق: أين منزل أبي سلمة، وزير آل محمد؟ فدلُّوهم عليه، فجاؤوا حتى وقفوا على بابِه، فخرج إليهم، فقدّموا له دابة من دوابّ قحطبة فركبها، وجاء حتى وقف في جبَّانة السَّبِيع، وبايع أهل خراسان، فمكث أبو سلمة حفص بن سليمان مولى السَّبِيع - يقال له وزير آل محمد - واستعمل محمد بن خالد بن عبد الله القسريّ على الكوفة - وكان يقال له الأمير - حتى ظهر أبو العباس (?).
وقال عليّ: أخبرنا جبلة بن فرّوخ وأبو صالح المروزيّ وعُمارة مولى جبرائيل وأبو السريّ وغيرهم ممّن قد أدرك أوّلَ دعوة بني العباس، قالوا: ثم وجّه الحسنَ بن قحطبة إلى ابن هبيرة بواسط، وضمّ إليه قُوّادًا، منهم خازم بن خزيمة ومقاتل بن حكيم العكيّ وخفَّاف بن منصور وسعيد بن عمرو وزياد بن مشكان والفَضْل بن سليمان وعبد الكريم بن مسلم وعثمان بن نَهِيك وزهير بن محمد والهيثم بن زياد وأبو خالد المروزيّ وغيرهم، ستة عشر قائدًا وعلى جميعهم الحسن بن قحطبة. ووجّه حُميد بن قحطبة إلى المدائن في قوّاد؛ منهم عبد الرحمن بن نعيم ومسعود بن علاج؛ كلّ قائد في أصحابه. وبعث المسيّب بن زُهير وخالد بن بَرْمك إلى دَيرقُنَّى، وبعث المهلبيّ وشَراحيل في أربعمئة إلى عَين التْمر، وبسَّام بن إبراهيم بن بسام إلى الأهواز، وبها عبد الواحد بن عمر بن هبيرة. فلما أتى بسام الأهواز خرج عبد الواحد إلى البَصْرة، وكتب مع حفص بن السَّبِيع إلى سفيان بن معاوية بعهدِه على البصرة، فقال له الحارث أبو غسان الحارثيّ وكان يتكهّن وهو أحد بني الدّيان: لا ينفذُ هذا العهد. فقدم الكتاب على سفيان، فقاتله سَلْم بن قتيبة، وبطل عهد سفيان. وخرج أبو سلمة فعسكر عند حمّام أعيَن، علي نحو من ثلاثة فراسخ من الكوفة، فأقام محمد بن خالد بن عبد الله بالكُوفة (?).