يحيى في آخر سنة ثمان وعشرينَ ومئة، فقال له: يا رجل، أسمَعُ كلاما حسنًا، وأراك تدعو إلى حقّ، فانطلق معي، فإني رجل مطاع في قومي، فخرج حتى ورد حَضْرَمَوْت، فبايعه أبو حمزة على الخلافة، ودعا إلى خلاف مَرْوان وآل مروان (?).

ثم دخلت سنة تسع وعشرين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

خبر هلاك شيبان بن عبد العزيز الحروريّ

فمن ذلك ما كان من هلاك شيبان بن عبد العزيز اليشكريّ أبي الدّلفاء.

ذكر الخبر عن سبب مهلكه.

وكان سبب ذلك أنّ الخوارج الذين كانوا بإزاء مَرْوان بن محمد يحاربونه لمّا قتِل الضحاك بن قيس الشيبانيّ رئيس الخوارج والخيبريّ بعده ولَّوْا عليهم شيبان وبايعوه؛ فقاتلهم مرْوان، فذكر هشام بن محمد والهيثم بن عبدّي أن الخيبريّ لما قُتل قال سليمان بن هشام بن عبد الملك للخوارج - وكان معهم في عسكرهم: إنّ الذي تفعلون ليس برأي؛ فإن أخذتم برأي، وإلا انصرفت عنكم. قالوا: فما الرأي؟ قال: إنّ أحدكم يظفر ثم يستقتِل فيقتَل، فإني أرى أن ننصرف على حاميتنا حتى ننزل الموصل، فنخندق. ففعل، وأتبعه مروان والخوارج في شرقيّ دجلة ومروان بإزائهم؛ فاقتتلوا تسعة أشهر، ويزيد بن عمر بن هبيرة بقرقِيسيا في جُنْد كثيف من أهل الشام وأهل الجزيرة، فأمره مروان أن يسير إلى الكوفة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015