تعني به وقت الصرام. ويقولون أيضًا: أتيتك أزمان الحجاج أمير، فيجمعون الزمان، يريدون بذلك أن يجعلوا كلّ وقت من أوقات إمارته زمانًا من الأزمنة، كما قال الراجز:

جاءَ الشِّتاء وقَمِيصي أخلاقْ ... شَراذِمٌ يَضْحَك مِنْهُ التَوَّاق

فجعل القميص أخلاقًا، يريد بذلك وصفَ كل قطعة منه بالإخلاق؛ كما يقولون: أرض سباسب، ونحو ذلك.

ومن قولهم للزمان: "زمن" قول أعشي بني قيس بن ثعلبة:

وكُنْتُ امْرَأً زَمَنًا بالعراقِ ... عَفِيفَ المُناخِ طويل التَّغَنْ

يريد بقوله: "زمنًا" "زمانًا"، فالزمان اسم لما ذكرت من ساعات الليل والنهار علي ما قد بينت ووصفت (?). (1: 9).

القول في كم قدر جميع الزمان من ابتدائه إلي انتهائه وأوله إلي آخره

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك ما دل علي صحته الخبرُ الوارد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك ما حدَّثنا به محمد بن بشار وعلي بن سهل، قالا: حدثنا مؤمَّل، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجلُكم في أجل مَنْ كان قبلكم، من صلاة العصر إلي مغرب الشمس" (?). (1: 11).

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015