وأما أبو عُبيدة: فإنه ذكر أن عبد الله بن معاوية وإخوته دخلوا القصر فلما أمسَوْا قالوا لعمر بن الغضبان وأصحابه: يا معشرَ ربيعة، قد رأيتم ما صنع الناس بنا؛ وقد أعلَقْنا دماءَنا في أعناقكم؛ فإن كنتم مقاتلين معنا قاتلنا معكم؛ وإن كنتم تَرَوْن الناس خاذلينا وإيّاكم؛ فخذوا لنا ولكم أمانًا؛ فما أخذتم لأنفسكم فقد رضينا لأنفسنا، فقال لهم عمر بن الغضبان: ما نحن بتاركيكم من إحدى خَلَّتين: إما أن نقاتل معكم، وإما أن نأخذ لكم أمانًا كما نأخذ لأنفسنا، فطِيبوا نفسًا، فأقاموا في القصر، والزيديّة على أفواه السكك يَغْدُو عليهم أهل الشأم ويروحون، يقاتلونهم أيامًا. ثم إن ربيعة أخذت لأنفسها وللزيدّية ولعبد الله بن معاوية أمانًا؛ ألَّا يتبعوهم ويذهبوا حيث شاؤوا. وأرسل عبد الله بن عمر إلى عمر بن الغضبان يأمره بنزول القصر وإخراج عبد الله بن معاوية، فأرسل إليه ابنُ الغضبان فرحّله ومَن معه من شيعته ومَن تبعه من أهل المدائن وأهل السواد وأهل الكوفة، فسار بهم رسلُ عمر حتى أخرجوهم من الجَسْر فنزل عمر من القصر (?).