شديد، فهزم الله خاقان، فانصرف، فرجع مَسْلمة فسلك على مسجد ذي القرنين (?).
وفيها غزا - فيما ذكر - معاوية بن هشام أرض الروم ففتح صماله وفيها غزا الصائفة عبد الله بن عقبة الفهري وكان على جيش البحر فيما ذكر الواقدي - عبد الرحمن بن معاوية بن خديج (?).
قال عليّ: وخرج أشْرس غازيًا فنزل آمُل، فأقام ثلاثة أشهر، وقدّم قطَن بن قُتَيبة بن مسلم فعبر النهر في عشرة آلاف، فأقبل أهل الصُّغْد وأهلُ بُخارى؛ معهم خاقان والترك، فحصروا قطَن بن قتيبة في خَنْدقه، وجعل خاقان ينتخب كلّ يوم فارسًا، فيعبرُ في قطعة من الترك النهر. وقال قوم: أقحموا دوابَّهم عُرْيًا، فعبروا وأغاروا على سرْح الناس، فأخرج أشرس ثابت قُطْنة بكفالة عبد الله بن بِسْطام بن مسعود بن عمرو، فوجّهه مع عبد الله بن بسطام في الخيل فاتبعوا الترك، فقاتلوهم بآمُل حتى استنقذوا ما بأيديهم؛ ثم قطع الترك النهر إليهم راجعين، ثم عبر أشرس بالناس إلى قطن بن قتيبة، ووجّه أشرس رجلًا يقال له مسعود - أحد بني حَيّان - في سريّة، فلقيهم العدوّ، فقاتلوهم، فأصيب رجال من المسلمين وهزِم مسعود؛ حتى رجع إلى أشرس، فقال بعض شعرائهم:
خابَتْ سَرِيَّة مَسْعُودٍ وما غَنِمَتْ ... إلا أَفانِينَ من شَدٍّ وتَقْريبِ