بغى بعضُهُمُ بَعْضًا ... فَلَم يَرْعَوْا على بَعضِ
ومنهمْ كانتِ السَّادَا ... ت والمُوفُون بالقَرْضِ
ثمّ أقبلَ على الجميل فقال: إيه! فقال: لا أدري، فقلتُ مِن خَلْفِه:
ومنهمْ حَكَمٌ يقضِي ... فلا يُنقَض ما يَقضِي
ومنهمْ من يجِيزُ الحـ ... ـجَّ بالسُّنة والفَرْضِ
وهُمْ مُذْ ولدِوا شَبّوا ... بسِر النسب المحض
قال: فتركني عبدُ الملك، ثمّ أقبَل على الجميل فقال: من هو؟ قال: لا أدري؛ فقلتُ مِن خلفه: ذو الإصبع؛ قال: فأقبَل على الجميل فقال: ولِمَ سمّي ذا الإصبع؟ فقال: لا أدري؛ فقلتُ مِن خلفهِ: لأنّ حيَّةً عضّت إصبعَهَ فقطَعَتْها، فأقْبَل على الجميل فقال: ما كان اسمُه؟ فقال: لا أدري؛ فقلتُ من خلفه: حُرْثان بن الحارث، فأقبَل على الجميل، فقال: من أيِّكُم كان؟ قال: لا أدري، فقلت مِن خلفِه: مِن بني ناج، فقال:
أبَعْدَ بني ناجٍ وسَعْيِك بينهمْ ... فلا تُتْبِعنْ عَينَيك ما كان هالِكَا
إذا قُلْتُ مَعْرُوفًا لأُصلِح بينهمْ ... يقول وُهَيبٌ: لا أُصالح ذَلكا
فأَضحِي كظَهْر العَير جُبّ سَنَامُهُ ... تُطيفُ به الِولدانُ أحدبَ بَاركا
ثمّ أقبَل على الجميل، فقال: كم عطاؤك؟ قال: سَبْعمئة، فقال لي: في كَمْ أنتَ؟ قلتُ: في ثلثمئة؛ فأقبل على الكاتبَينِ، فقال: حُطَّا من عطاء هذا أربعمئة، وزيداها في عطاء هذا فرجعتُ وأنا في سبعمئة، وهو في ثلثمئة (?). [6: 163 - 164].