يعني: فيمن لم يُفئه الله تعالى عليه ممن يعاملهم ممن لم يفئه الله عزّ وجلّ عليه - فأقرّه المسلمون؛ لم يقتسموه؛ لأن قسمته لم تتأتّ لهم؛ فمن ذلك الآجام ومَغيض المياه وما كان لبيوت النار ولسكك البُرُد، وماكان لكسرى ومن جامعه، وما كان لمن قُتل، والأرحاء، فكان بعضُ من يُرِقّ يسأل الولاة قسْم ذلك؛ فيمنعهم من ذلك الجمهور، أبَوْا ذلك، فانتهوا إلى رأيهم ولم يجيبوا، وقالوا: لولا أن يضرب بعضكم وجوهَ بعض لفعلنا؛ ولو كان طلبُ ذلك منهم عن ملأ لقسمها بينهم (?). (4: 30/ 31).
179 - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: ليس لأحد من أهل السواد عَقْد إلَّا بني صَلوبا، وأهل الحيرة، وأهل كَلواذَى، وقُرى من قرى الفُرات، ثم غدروا، ثم دُعوا إلى الذمّة بعدما غدروا. وقال هاشم بن عُتبة في يوم جَلُولاء:
يومُ جَلولاءَ ويومُ رُستَمْ ... ويومُ زَحْفِ الكوفةِ المُقَدَّمْ
ويومُ عَرْضِ النَّهَرِ المحرَّمْ ... من بين أيّامٍ خَلوْنَ صُرَّمْ
شَيَّبْنَ أصْداغي فَهنَّ هُرَّمْ ... مِثْلُ ثَغامِ البَلدِ المحرَّمْ
وقال أبو بُجيذ في ذلك:
ويومَ جَلُولاء الوَقيعةِ أَصْبَحَتْ ... كتائبُنا تَرْدِي بأسْدٍ عَوَابِسِ
ففضَّتْ جموعَ الفرْسِ ثُمَّ أنَمْتُهم ... فتبًّا لَأَجْسادِ المجوسِ النَّجائسِ!
وأفَلَتهنَّ الفيرزانُ بجرْعَةٍ ومِهْرَانَ ... أرْدَتْ يومَ حَزِّ القَوَانسِ
أقاموا بِدارٍ لِلَمنِيَّة مَوْعِد ... وللتُّرْبِ تحْثوها خَجوجُ الرَّوامِسِ (?)
(4: 33/ 34)