المسلمون حتى نزلوا المدائن، وقد ارفضّت جموعُ فارس، ولحقوا بجبالهم، وتفرّقت جماعتهم وفرسانهم، إلَّا أنّ الملك مقيم في مدينتهم، معه مَن بقيَ من أهل فارس على أمره (?). (4: 6/ 7).
165 - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن رجل، عن أبي عثمان النّهديّ في قيام سعد في الناس في دعائهم إلى العُبور بمثله، وقال: طبّقنا دجلة خَيلًا ورَجْلًا ودوابّ حتى ما يرى الماء من الشاطئ أحد، فخرجتْ بنا خيلنا إليهم تنفض أعرافها، لها صهيل، فلما رأى القوم ذلك انطلقوا لا يلْوُون على شيء، فانتهينا إلى القصر الأبيض، وفيه قوم قد تحصّنوا، فأشرف بعضهم فكَلّمنا، فدعوناهم وعرضنا عليهم، ففلنا: ئلاث تختارون منهنّ أيَّتَهنّ شئتم، قالوا: ما هنّ؟ قلنا: الإسلام فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فالجزية، وإن أبيتم فمناجزتكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم، فأجابنا مجيبُهُم: لا حاجة لنا في الأولى ولا في الآخرة، ولكن الوُسطى (?). (4: 10/ 11).
166 - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عطيّة بمثله. قال: والسفير سلمان (?). (4: 11).
167 - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الأعمش، عن حبيب بن صُهبان أبي مالك، قال: لما دخل سعد المدينة الدنيا، وقطع القوم الجسر، وضموا السفن، قال المسلمون: ما تنظرون بهذه النطفة! فاقتحم رجل، فخاض الناس فما غرق منهم إنسان ولا ذهب لهم متاع، غير أنّ رجلًا من المسلمين فقد قَدَحًا له انقطعت عِلاقته، فرأيته يطفح على الماء (?). (4: 13).
168 - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلّب وعمرو وسعيد، قالوا: لما رأى المشركون المسلمين وما يهُمُّون به بعثوا مَن يمنعهم من العبور، وتحمّلوا فخرجوا هُرّابًا، وقد أخرج يَزْدَجِرد - قبل ذلك