مكانه، ثم صُبُّوا عليه ذَنوبًا من ماء". وأعله الدارقطني بأن عبد الجبار تفرد به دون أصحاب ابن عيينة الحفاظ، وأنه دخل عليه حديث في حديث، وأنه عند ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلًا، وفيه: "احفروا مكانه"، وعن يحيى ابن سعيد عن أنس موصولًا، وليست فيه الزيادة"! قال الحافظ:

"وهذا تحقيق بالغ؛ إلا أن هذه الطريق المرسلة -مع صحة إسنادها- إذا ضُمَّت إلى أحاديث الباب؛ أخذت قوة".

وأقول: عبد الجبار -مع كونه ثقة من رجال مسلم-؛ فقد تابعه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي: عند الترمذي (148)، وصححه؛ لكنه لم يَسُقْ لفظه. ثم قال الحافظ: "وله إسنادان موصولان:

أحدهما: عن ابن مسعود: رواه الدارمي والدارقطني ولفظه: فأمر بمكانه فاحتفر، وصبَّ عليه دَلوًا من ماء؛ وفيه سمعان بن مالك؛ وليس بالقوي، قاله أبو زرعة. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبي زرعة: وهو حديث منكر. وكذا قال أحمد. وقال أبو حاتم: لا أصل له.

ثانيهما: عن واثلة بن الأسقع: رواه أحمد والطبراني؛ وفيه عبيد الله بن أبي حميد الهُذَلي، وهو منكر الحديث. قاله البخاري وأبو حاتم"! !

قلت: حديث ابن مسعود؛ أخرجه الدارقطني (ص 48)، وأخرجه الطحاوي أيضًا (1/ 8). ولم أجده في "سنن الدارمي"؛ فليراجع!

ورواه أبو يعلى أيضًا -كما في "المجمع" (1/ 286 و 2/ 11) -، وقال:

"وروى أبو يعلى عقبه بإسناد رجاله رجال "الصحيح" عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال ... مثله".

وأما حديث واثلة؛ فلم أجده أيضًا في "المسند"! وأحاديثه في موضعين منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015