"على كل أهل بيت من السلمين ضَحِيَّة وعَتِيْرةٌ".

أخرجه البيهقي (9/ 260)، ورجاله ثقات معروفون؛ غير المرأة والعجوز؛ فإني لم أعرفهما! ولا أستبعد أن تكونا صحابيتين، وبخاصة العجوز منهما؛ لأن حفصة الراوية عنهما - وهي بنت سيرين أخت محمد بن سيرين - تابعية جليلة، روت عن غير ما واحد من الصحابة، بعضهم من النساء، فإن لم يثبت هذا الاحتمال؛ فلا أقل من أن يستشهد بحديثها هذا، ويقوى به حديث الباب.

من أجل ذلك؛ لم أستجز لنفسي إلا أن أورده هنا في "الصحيح"، ولا سيما وقد حسنه الترمذي كما تقدم، وقد عمل به بعض السلف، كما تراه مشروحًا عند ابن القيم في "تهذيب السن".

وقد فاته ما رواه النسائي عقب الحديث: أن معاذ بن معاذ - الثقةَ المتقنَ - قال:

كان ابن عون (يعني: راوي الحديث عن أبي رملة) يَعتِر - أَبْصَرَتْهُ عيني - في رجب.

وروى أحمد (4/ 12) - بسند صحيح - عن وكيع بن حُدُسٍ أنه قال - عقب حديث آخر رواه في العتيرة -:

فلا أدعها أبدًا.

وقد خير فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته، فقال في حجة الوداع:

"من شاء؛ عتر، ومن شاء؛ لم يعتر".

وصححه الحاكم والذهبي! لكن فيه من لا يعرف، كما هو مبين في "الإرواء" (4/ 410 - 411).

وفي الباب أحاديث أخرى، يأتي أحدها في "باب العتيرة" من حديث نُبَيْشَةَ. وآخر في "باب العقيقة" من حديث ابن عمرو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015