فلا تغتر بعد ذلك بقول القرطبي في "تفسيره" (3/ 145) -عقب رواية الدارقطني-:
"والراوي عن معمر هنا في الحيضة والنصف: هو الراوي عنه في الحيضة الواحدة، وهو هشام بن يوسف، خرج له البخاري وحده، فالحديث مضطرب من جهة الإسناد والمتن، فسقط الاحتجاج به في أن الخلع فسخ، وفي أن عدة المطلقة حيضة"!
فأقول: كلا؛ ويشهد له ما رواه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان:
أن رُبَيِّعَ بنت مُعَوِّذِ ابن عَفْراءَ أخبرته:
أن ثابت بن قيس بن شَمَّاس ضرب امرأته، فكسر يدها -وهي جميلة بنت عبد الله بن أُبَيٍّ-، فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فأرسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى ثابت، فقال له: "خذ الذي لها عليك، وخلِّ سبيلها". قال: نعم. فأمرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن تتربص حيضة واحدة فَتَلْحَقَ بأهلها.
أخرجه النسائي (2/ 109) من طريق يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني محمد ابن عبد الرحمن ... به.
قلت: وسنده صحيح على شرط البخاري.
وتابعه أبو الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذٍ ... مختصرًا بالجملة الأخيرة منه.
أخرجه الدارقطني (397) عن ابن لهيعة: نا أبو الأسود ...
وسنده لا بأس به في المتابعات والشواهد.