ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها). فقال عقبة: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (?). وفي لفظ آخر عنه قال رضي الله عنه: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال: "إني فرطكم على الحوض. وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة. إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي. ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا، فتهلكوا، كما هلك من كان قبلكم" قال عقبة: فكانت آخر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر".

2 - استئذانه أن يمرض في بيت عائشة:

867 - جاء من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها، وأذن له، قالت: فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد له على رجل آخر. وهو يخط برجليه في الأرض. فقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فحدثت به ابن عباس. فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ هو علي" اللفظ لمسلم (?).

868 - ومن حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسي. وأنا أقول: وارأساه، فقال: (بل أنا والله يا عائشة وارأساه). قالت: ثم قال: (وما ضرك لو مت قبلي. فقمت عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟) قال: قلت: والله لكأني بك، لو قد فعلت ذلك. لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتتام به وجعه، وهو يدور على نسائه، حتى استعز به، وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه، فاستأذنهن في أن يمرض في بيتي، فأذنَّ له" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015