758 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها قط، إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدًا تخلف عنه، إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يريدون عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم، على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة (?) حين تواثقنا على الإِسلام (?).
وما أحب أن لي بها مشهد بدر. وإن كانت بدر أذكر في الناس منها (?).
وكان من خبري، حين تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما جمعت قبلها راحلتين قط، حتى جمعتهما في تلك الغزوة، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا (?)، واستقبل عدوا كثيرًا، فجلا للمسلمين أمرهم (?)، ليتأهبوا أهبة غزوهم (?)، فأخبرهم بوجههم الذي يريد. والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد، بذلك الديوان).
قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفي له، ما لم ينزل فيه وحي من الله عَزَّ وَجَلَّ. وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال. فأنا إليها أصعر (?)، فتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه، وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقض شيئًا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت.