قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً). قال:

"ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه؛ إلا حرمه الله على النار".

قال: يا رسول الله! أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال:

"إذاً يتكلوا".

وأخبر بها معاذ عند موته تَأَثُّماً.

رواه البخاري ومسلم. (?)

(تأثماً): أي تحرجاً من الإثم؛ وخوفاً منه أن يلحقه إن كتمه.

(قال المملي) عبد العظيم:

"وقد ذهب طوائف من أساطين أهل العلم إلى أن مثل هذه الإطلاقات التي وردت فيمن قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، أو حرم الله عليه النار، ونحو ذلك إنما كان في ابتداء الإسلام، حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد، فلما فرضت الفرائض، وحُدت الحدود؛ نسخ ذلك. والدلائل على هذا كثيرة متظاهرة، وقد تقدم غير ما حديث يدل على ذلك في "كتاب الصلاة" و"الزكاة" و"الصيام" و"الحج". ويأتي أحاديث أخر متفرقة إن شاء الله (?). وإلى هذا القول ذهب الضحاك والزهري وسفيان الثوري وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015