قال: ثم أقبلَ (?). حتى إذا بدا له أحُدٌ قال:

"هذا جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه" (?). فلما أشرف على المدينةِ قال:

"اللهم إني أُحَرِّمُ ما بين جبليها مثلَ ما حرمَ إبراهيمُ مكةَ، -قال-: اللهم باركْ لهم في مدِّهم وصاعِهم".

رواه البخاري ومسلم -واللفظ له-.

قال الخطابي في قوله: "هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه":

"أراد به أهل المدينة وسكانها كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} أي: أهل القرية.

قال البغوي: والأولى إجراؤه على ظاهره، ولا ينكر وصف الجمادات بحب الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة كما حنَّت الأسطوانة على مفارقته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى سمع القوم حنينها إلى أن سكِّنها، وكما أخبر: أن حَجَراً كان يسلم عليه قبل الوحي. فلا ينكر عليه أن يكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة تحبّه وتحنّ إلى لقائه حالة مفارقته إياها".

(قال الحافظ): "وهذا الذي قاله البغوي حسن جيد. والله أعلم".

1209 - (24) [صحيح لغيره] وقد روى الترمذي من حديث الوليد بن أبي ثور عن السُّدّي عن عَبّاد (?) بن أبي يزيد عن علي بن أبي طالب قال:

كنت مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبلٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015