قال جرير: فحمدت الله عَزَّ وَجَلَّ على ما أبلاني (?).
وكان له مكانة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال جرير: ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إِلا تبسم في وجهي (?). وأكرمه رسول الله وألبسه حلته وقال: إِذا أتاكم كريم قوم فأكرموه) (?) وأسلم معه قَومَه وعددهم مائة وخمسون وقد كلفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدم صنم ذي الخلصة في ديار خثعم ودعا له ولقومه (?).
قدم وفد بليّ في ربيع الأول من سنة تسع، فأنزلهم رويفع بن ثابت البلوي عنده، وقدم بهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقال: هؤلاء قومي، فقال رسول الله: مرحبًا بك وبقومك، فأسلموا وقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الحمد لله الذي هداكم للإِسلام، فكل من مات على غير الإِسلام، فهو في النار) فقال له أبو الضبيب شيخ الوفد: يا رسول الله إِن لي رغبة في الضيافة، فهل لي في ذلك أجر؟ قال نعم، وكل معروف صنعته إِلى غني أو فقير فهو صدقة، قال: يا رسول الله، ما وقت الضيافة؟ قال ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحرجك، قال: يا رسول الله، أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض؟ قال هي لك أو لأخيك أو للذئب، قال: فالبعير؟ قال مالك وله، دعه حتى يجده صاحبه، قال رويفع: ثم رجعوا إِلى منزلي، فجاء رسول الله إِلى منزلي ومعه تمر فقال: استعن بهذا التمر، وكانوا يأكلون منه ومن غيره، وأقاموا ثلاثة أيام، ثم وَدّعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجازهم كما هي عادته مع الوفود (?).