قدم الأشعريون في ثلاثة وخمسين رجلا ومعهم أبو موسى الأشعري، وأخوان له هما: أبو بردة، وأبو رُهم، من بلادهم في اليمن مهاجرين، فألقت بهم السفينة إِلى الحبشة، ووجدوا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عند النجاشي، فبقوا هناك حتى قدموا جميعًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح خيبر، فأسهم لهم من غنائم خيبر (?).
قدم فروة من اليمن مفارقًا لملوك كِنْده فأسلم، فاستعمله الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مُراد، وزُبيد، ومَذْحج، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرج الإِمام أحمد في مسنده عن فروة أنه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أقاتل بمقبل قومي مدبِرَهم؟ قال: نعم، فقاتِل بمقبل قومِك مدبِرَهم، فلما وَلَّيت دعاني فقال: لا تقاتلهم حتى تدعوهم للإِسلام .... الحديث (?).
قال جرير: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حُلتي، ثم دخلت فإِذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فرماني الناس بالحدق، فقلت لجليسي: يا عبد الله هل ذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إِذ عُرض له في خطبته وقال: يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفَجِّ من خير ذي يمن إِلا أن على وجهه مَسْحة مَلَكٍ.