يعبر عنهم في زماننا بالسّلاح دارية والطّبردارية «1» ، وكانت عدّتهم تزيد على ألفي رجل، ولهم اثنا عشر مقدّما، وهم أصحاب ركاب الخليفة، ولهم نقباء موكّلون بمعرفتهم، والأكابر من هؤلاء الرّكابيّة تندب في الأشغال السلطانية، وإذا دخلوا عملا كان لهم فيه الصّيت المرتفع.
. وكان لصاحبها عندهم الرتبة الجليلة والحرمة الوافرة، وله مكان في الموكب يسير فيه.
. وهي دون ولاية القاهرة في الرتبة كما هي الآن، إلا أن مصر كانت إذ ذاك عامرة آهلة، فكان مقدارها أرفع مما هي عليه في زماننا.
. وموضوعها أن صاحبها يتولّى شدّ تاج الخليفة الذي يلبسه في المواكب العظيمة بمثابة اللّفّاف في زماننا، وله ميزة على غيره بلمسه التاج الذي يعلو رأس الخليفة، وكان لشدّه عندهم ترتيب خاص لا يعرفه كل أحد، يأتي به في هيئة مستطيلة، ويكون شده بمنديل من لون لبس الخليفة، ويعبّر عن هذه الشدّة بشدّة الوقار كما تقدّم.