قالت: يا عثمان! ما الذي أوحش بينك وبين معرفته، وقطعَ بينكَ وبين الإتصال به؟
قال: فأفقتُ، فعرفتُ الذي أرادَتْ، فبكيت.
فقالت: من أي شيء تبكي؟ من شيء كنتَ فعلتَه ونسيتَه، أومن شىء أُنسيته وذكرتَه؟
قال: قلت: لا، بل من شيء أُنسيتُه وذكرتُه.
قالت: يا عثمان! احمدِ الله الذي لم يتركْكَ في حيرِتك، أتحبُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟
قلت: نعم.
قالت: فاصدُقني.
قلت: إي والله! إني لأحبُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
قالت: فما الذي أفادَكَ من طرائف حكمته إذ أوصلك إلى محبته؟
قال: فبقيتُ لا أدري ما أقول؟
قالت: يا عثمان! لعلك ممن يحبُّ أن يكتمَ المحبةَ؟
قال: فبقيت بين يديها ولا أدري ما أقول.
قال: يأبى الله أن يدنس طرائفَ حكمته، وخفيَّ معرفته، ومكنونَ محبته ممارسة قلوب البطالين.
قلتُ: رحمكِ الله! لو دعوتِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يشغلني بمحبته.
فنفضت يديها في وجهي.