قالت: يا عثمان! ما الذي أوحش بينك وبين معرفته، وقطعَ بينكَ وبين الإتصال به؟

قال: فأفقتُ، فعرفتُ الذي أرادَتْ، فبكيت.

فقالت: من أي شيء تبكي؟ من شيء كنتَ فعلتَه ونسيتَه، أومن شىء أُنسيته وذكرتَه؟

قال: قلت: لا، بل من شيء أُنسيتُه وذكرتُه.

قالت: يا عثمان! احمدِ الله الذي لم يتركْكَ في حيرِتك، أتحبُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟

قلت: نعم.

قالت: فاصدُقني.

قلت: إي والله! إني لأحبُّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-.

قالت: فما الذي أفادَكَ من طرائف حكمته إذ أوصلك إلى محبته؟

قال: فبقيتُ لا أدري ما أقول؟

قالت: يا عثمان! لعلك ممن يحبُّ أن يكتمَ المحبةَ؟

قال: فبقيت بين يديها ولا أدري ما أقول.

قال: يأبى الله أن يدنس طرائفَ حكمته، وخفيَّ معرفته، ومكنونَ محبته ممارسة قلوب البطالين.

قلتُ: رحمكِ الله! لو دعوتِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يشغلني بمحبته.

فنفضت يديها في وجهي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015