وقد كان مرة جاء إلى دمشق حرامي من مصر، [.......] وهو يسرقهم، ولا يقدر عليه، فنزل على الشيخ عبد الرحمن أبو شعر، شيخِ الحنابلة في وقته في شهر رمضان في العشر الأخير، فأخذ [...] وذهب، فلم يمض عليه غيرُ ثلاث ليالٍ حتى أمسك من غير [...].
فنزل على امرأةٍ ليس لها رجل، ولا عندها أحدٌ، فقال لها: أين المال؟ قالت: في هذا المخدع، فدخله، فغلقت الباب عليه، وسكَّرته، وصاحت، فجاء الناس فأمسكوه بغير كلفة، فانظر كيف أُمسك بأيسر كُلفة ولا ضربة، فكان الناس يعدُّون ذلك من بركة الشيخ وفضله، ويقولون: لحوم العلماء مسمومة، وإنه من تجرأ عليهم، لم يمهله الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
وبه إلى الإمامِ أبي الفَرَجِ: أنا أبو منصورٍ القزازُ: أنا أحمدُ بن عليٍّ: أنا أحمدُ بن عبد الله: أنا جعفرُ بن محمدٍ: ثنا أبو العباسِ بن مسروقٍ، وأبو محمدٍ الحريريُّ، وأبو أحمدَ المغازليُّ، وغيرُهم، عن إبراهيمَ الآجريِّ: أنه جاءه يهوديٌّ يتقاضاه شيئًا من ثمن قصب، فكلمه، فقال له: أرني شيئًا أعرف به شرفَ الإِسلام وفضلَه على ديني حتى أُسلم، قال له: وتفعلُ؟ قال: نعم، فقال له: هات رداءك، قال: فأخذه فجعله رداءً لنفسه، ولفَّ رداءه عليه، ورمى به في النار، نارِ تنورِ الآجرِّ، ودخل في أثره، فأخذ الرداء، وخرج من النار، ففتح رداءَ نفسه وهو صحيح، وأخرجَ رداءَ اليهودي من داخله حراقاً أسود من وسط جوف رداء نفسه، فأسلم اليهوديُّ في الحال (?).