وبه إلى ابن جهضمٍ: أنا أبو بكرِ بن الجلندي: سمعت أبا عبد الله بن الجلاءِ يقول: كنا في غرفة سَرِيٍّ ببغدادَ، فلما ذهب من الليل بعضُه، قام فلبس قميصًا نظيفًا، وسراويل، ولبس نعلًا ورديًا، وخرج، فقلت له: يا عم! إلى أين تمر في هذا الوقت؟ فقال: أعود فتحًا -يعني: الموصليَّ-، فلما مشى في الطريق، لقيه صاحبُ الليل، فأخذه وحبسه، فلما كان من الغد، عُرض مع من عُرض من المحبسين، وأمر الجلاد بضربهم، فقدِّموا واحدًا بعد آخر، فقدَّموا سَرِيًّا، وأمر الجلاد بضربه، فلما رفع الجلاد يده ليضربه، وقفت يدُ الجلاد لمْ

تتحرك، فقال صاحب العمل للجلاد: اضربْ ويلَكَ!.

قال: بحذائي شيخٌ واقفٌ يومئ إليَّ أن لا أضربَه، فتقف يدي لا تتحركُ، فقال صاحب الشرط: انظروا مَنْ هذا الرجل. قال: فلما رآهم قد أقبلوا إليه، ولَّى، ولقيه رجلٌ، فسلم عليه، فقال للرجل: من هذا الذي سلمتَ عليه؟ قال: وإيش سؤالك عن هذا؟ فقلت: أسألك من هو؟ فقال: هو فتحٌ الموصليٌّ، فأخبر صاحب الشرطة، فقال: أطلقوه، هذا من أصحاب فتح، وسألوا عنه.

قال: فتبعناه حتى سلَّم عليه رجل، فسألنا عنه، فقيل: هذا سَرِيٌّ السَّقَطيُّ.

أخبرنا أبو العباسِ بن هلالٍ، قال لي: عن ابن المحبِّ، عن النابلسيِّ، عن الواسطيِّ، عن الشيخِ موفقِ الدين. وأنا جماعةٌ من شيوخنا، عن ابن المحبِّ، عن المزيِّ وابنته، عن ابن أبي عمرَ، وابن البخاريِّ، عن الشيخِ موفقِ الدينِ: أنا السِّلَفيُّ: أنا الحسينُ بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015