الذي اتزرت المسلمين أمرهم، ظلمتَهم، واعتديتَ عليهم، وسفكتَ الدماءَ الحرام، وأخذتَ الأموالَ من غير حِلِّها، ووضعتَها في غير حَقِّها، وأهلكت المسلمينَ، والفقراء واليتامى والمساكين.
قال محمدُ بن إبراهيم. وبين يَدَي أبي جعفر عمودٌ، فجمع الناسُ عليهم ثيابهم مخافةَ أن تتلطخ عليهم من دمه ودماغه، فلم يهجه بشيء، وانصرف الناس.
فقال عمُّ أبي جعفر؟ يا أمير المؤمنين! إن هذا مجلسٌ قد حضره أهلُ الآفاق، وينصرفون إلى البلاد، فيخبرون بما كان إلى أمير المؤمنين من الجرأة، فلو قتلت هذا الكلب لئلا يجترئ عليك غيره من الناس.
فقال أبو جعفر: ويحكَ! هذا رجل قد بلغتْ منه صعوبةُ العبادة، وقد سمع الحديثَ: "إِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ قَالَهَا عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر، فَقُتِلَ عَلَيْهَا" (?)، فَطَمِعَ أني أقتلُه، فيصير إلى الجنة، وأُريحه مما هو فيه من صعوبة العبادة، ولا والله! ما أهيجه حتى يموتَ أو أموتَ.
أخبرنا جدِّي: أنا ابن الصلاحِ: أنا ابن أبي عمرَ: أنا الفخرُ بن البخاريِّ: أنا ابن الجوزيِّ: ثنا ابن ناصر ح.
وأنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ: أنا ابن ناصرٍ: أنا المباركُ بن عبد الجبارِ: أنا أبو القاسمِ الأزجيُّ: أنا أبو الحسينِ بن جهضمٍ: حدثني أبو الحسنِ