فاعلم يا عبد الله: أنه من دعا بدعائك هذا في كل كربة وكل شدة وكل نازلة، فَرَّجَ الله عنه، وأغاثه.
قال: وخرج التاجر سالمًا غانمًا حتى دخل المدينة، وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره القصة، وأخبره بالدعاء، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ سأل الله بأسمائه الحُسْنَى الَّتِي إِذَا دُعِيَ بِهَا أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهَا أَعْطَى".
أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا أبو محمدٍ عبد الرحمن بن عبد الواحدِ، وجَدِّي أبو العباسِ، قالا: أنا عبد الله الخشوعيُّ: أنا أبي: أنا أبو محمدِ بن الأكفانيِّ: أنا أبو محمدٍ الكنانيُّ: أنا أبو نصرٍ المريُّ: أنا ابن زَبرٍ: أنا أبي: ثنا عبد الله بن مسلمٍ، عن داودَ بن أبي العباسِ، عن أبيه، عن جدِّه، قال: بعثَ بي المنصورُ إلى ابن أبي ذئبٍ، أسألُ عن مسألة، فقال: ما هي؟ فذكرتها له.
فقال: لا يراني الله -عَزَّ وَجَلَّ- أفتي جبارًا مثلَه في مسألة فيها ضررٌ على المسلمين.
قال: فرجعتُ إلى المنصور مغضبًا، فعرف في وجهي ذلك.
فقال: لقد جئتَ بغير الوجه الذي ذهبتَ به.
فقلت: تبعثُ بي إلى مجنون! ثم أخبرته.
فقال المنصور: الذي لقيتُ أنا منه العامَ في الطواف أشدُّ من هذا، كنت بالأسواق إلى أن أراه، فبينا أنا أطوف، إذ قال لي المسيبُ: ألستَ كنتَ تسألُ عن ابن أبي ذئبٍ؟ فقلت: بلى، قال: هو ذا