فقال له التاجر: أَنظرني حتى أتوضأ، وأصليَ، وأدعوَ ربي -عَزَّ وَجَلَّ-.

قال: افعلْ ما بدا لك.

قال: فقام التاجر فتوضأ، وصلى أربع ركعات، ثم رفع يديه إلى السماء، فكان من دعائه أن قال: اللَّهمَّ يا وَدودُ، يا وَدودُ، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئُ يا معيدُ، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانَ عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرتَ بها على خلقك، وبرحمتك التي وسعَتْ كل شيء، لا إله إلا أنت.

يا مغيثُ أغثني، يا مغيثُ أغثني، يا مغيثُ أغثني -ثلاث مرات-.

فلما فرغ من دعائه، إذ بفارس على فرسٍ أشهبَ، عليه ثيابٌ خضر، بيده حربةٌ من نور.

فلما نظر اللصُّ إلى الفارس، ترك التاجر، ومر نحو الفارس، فلما دنا منه، شدَّ الفارسُ على اللص، فطعنه طعنةً أرداه عن فرسه، ثم جاء إلى التاجر، فقال له قم فاقتلْه، فقال له التاجر: ممن أتيت، فما قتلتُ أحدًا قطُّ، ولا تطيبُ نفسي بقتله، فرجعَ الفارس إلى اللص وقتله، ثم جاء إلى التاجر، وقال: اعلمْ أني مَلَكٌ من السماء الثالثة، حينَ دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعةً، فقلنا: أمرٌ حدثَ، ثم دعوتَ الثانية، ففتحت أبواب السماء، ولها شرر كشرر [....]، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل من قبل السماء وهو ينادي: مَنْ لهذا المكروب؟ فدعوتُ ربي أن يوليني قتلَه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015