من جهتين: مباشرة وغير مباشرة. فقد أخذ عن الفكون مباشرة حين حج معه سنة 1064 ولازمه وطلب، كما قال، الانخراط في سلك طريقته. ولكن العياشي لم يذكر مما أخذ عنه سوى الطريقة الصوفية. ونحن نعتقد أنه قد يكون اطلع على بعض كتبه عندئذ وتتلمذ عليه في بعض العلوم ولا سيما الحديث. أما الطريقة غير المباشرة، فقد أخذ العياشي عن الفكون أولا من جهة ولده محمد الفكون الذي صادفه العياشي في حجته الثانية أميرا لركب الحج الجزائري مكان والده، فاستعار منه بعض كتب والده وعكف على قراءتها والاستفادة منها. وثانيا تتلمذ العياشي على عيسى الثعالبي، وأخذ عليه مروياته عن الفكون. والعياشي هو الذي ترك لنا وصفا نادرا لكتابين مفقودين للفكون هما (محدد السنان) (?)، و (ديوان) شعره في المدح النبوي.
3 - يحيى الشاوي: رغم شهرة الشاوي في وقته فنحن لا نعرف ما الذي أخذه عن شيخه الفكون من العلوم ولا متى وأين حصل ذلك. كان الشاوي موجودا بالجزائر إلى سنة 1061 حين غادرها نهائيا في اتجاه المشرق الإسلامي، فهل درس على الفكون في قسنطينة قبل سفره من الجزائر أو أثناء تردد الفكون على الحجاز لآداء الحج. والمعروف أن الشاوي كان قد أقام طويلا بمصر والحجاز وغيرهما، وإذا كان الثعالبي قد ترك لنا