قد درس على الفكون في قسنطينة وليس في غيرها. ولكن من المحتمل أن يكون قد واصل عليه ذلك أثناء تردد الفكون على مصر والحجاز للحج. وفي الحجاز كانت إقامة الثعالبي الطويلة، كما نعرف من سيرته (?) ومهما كان الأمر فإن الثعالبي هو أشهر تلاميذ الفكون وأبعدهم صيتا. وقد ترك الثعالبي مروياته عن الفكون في كتاب له سماه (كنز الرواة) (?) قرأ عليه الثعالبي بعض كتاب الموطأ للإمام مالك، والصحيحين (البخاري ومسلم) والسنن الأربع (سنن أبي داود، بالنسائي والترمذي وابن ماجة)، وطرفا من الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي، والشفاء للقاضي عياض، والشهاب للقضاعي، وبعضا من رباعيات أبي عوانة، ومن نظم أصول السلمي لزروق، وأجاز له باقي جميع الكتب المذكورة. كما قرأ عليه كتبا أخرى مثل (غنيمة الوافد) لعبد الرحمن الثعالبي. ومن جهة أخرى عرض الثعالبي على الفكون الوظيفة الزروقية وحزب البحر لأبي الحسن الشاذلي. ولقنه الذكر وهو كلمة الإخلاص وألبسه الخرق الصوفية. وسنتحدث عن تصوف الفكون فيما بعد.
2 - أبو سالم العياشي المغربي: تتلمذ العياشي على الفكون