وفرحات باي قد عين ابنه خليفة عنه في المنصب الذي كان يشغله: محمد الفكون في مكان أبيه: إماما وخطيبا بالجامع الأعظم وأميرا لركب الحج وشيخا للإسلام، ومحمد بن فرحات باي حاكما على إقليم قسنطينة. فالنصف الثاني من القرن الحادي عشر بقسنطينة إذن كان عهد الأسرتين المتحالفتين:

الفكونية التي كانت تتحكم في الأرواح والعقول، والفرحاتية التي كانت تتحكم في الأبدان والنظام العام.

وقبل أن نطوي صفحة الحديث، عن وظائف الفكون وامتيازاته نود أن نوثق نقطتين نعتقد أن القارىء يرغب في توثيقهما بعد أن طرحنا عليه الدعوة من قبل بدون دليل. الأولى تاريخ تولي الفكون إمارة ركب الحج، والثانية تاريخ تلقيبه بشيخ الإسلام.

فيما يتعلق بالأولى قلنا إنه هو الأول في عائلته الذي تولى تلك المهمة. ودليلنا:

1 - إنه لم ينسب هو ذلك لجده ولا لوالده حين ترجم لهما، رغم أنه قال عن والده أنه توفي عند منصرفه من الحج بين مكة والمدينة ومصر وفي مكان يسمى (المويلح) سنة 1045 ولو كان أبوه متوليا ذلك لما سكت عنه خصوصا أن هناك مسؤولية خطيرة تحدث نظرا للفراغ الذي تتركه وفاته وسط الحجيج.

2 - أنه أشار إلى ما يثبت أن إمارة ركب الحج كانت ما تزال في عائلة عبد المؤمن عند كتابة (منشور الهداية) ولكنه لم يضبط تاريخا لذلك. فقد أورد فيه أن (حبيبنا محمد، حفيد الشيخ عبد المؤمن) قد وافق على حمل الشيخ محمد الفقيه الزواوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015