قسنطينة، فهو مصون ولا تسلط عليه عقوبة ولو ارتكب جريمة كبرى.

2 - كل من احتمى بشيخ الإسلام (وهو هنا الفكون) لا يجوز التعرض له، سواء كان كبيرا أو صغيرا.

وسنذكر بعض هذه الامتيازات المعنوية أيضا عند حديثنا عن إمارة ركب الحج بعد قليل. ونحن لا نشك في أن هذه الامتيازات جعلت عائلة الفكون العائلة الأولى في البلد من حيث النفوذ الروحي، الذي كان في الحقيقة يعادل النفوذ السياسي إن لم يكن أكثر. أما الثروة فلا نعتقد أنها كانت الأولى، وربما وجد في قسنطينة من كان أكثر منها ثراء ومالا.

ولكن متى حصل كل هذا؟ لقد سبق القول بأن بعض المؤرخين يجعلون بداية هذه الامتيازات تولي وظائف الجامع الأعظم هو عهد عبد الكريم الفكون الجد المتوفى سنة 988.

ولكن الوثائق تعوزهم فلجأوا إلى التخمين والظن. وقد رأينا أن الفكون لم يذكر عندما ترجم لجده أنه كان متوليا وظائف الجامع الأعظم، ولكنه ذكر ذلك بالنسبة لوالده، محمد الفكون المتوفى سنة 1045 وأهم من ذلك كله أنه لم يسنب إلى أحدهما (جده ووالده) إنه كان أميرا لركب الحج أو شيخا للإسلام. أما بعض المؤرخين الذين رأوا أن نفوذ أسرة الفكون قد بدأ في عهد عبد الكريم (الجد) فقد قالوا إن إمارة ركب الحج كانت (ضمن) مهمة متولي وظائف الجامع الأعظم - ولكن هذا غير صحيح كما عرفنا. ذلك أن هناك فرقا بينهما إذ وجدنا محمد الفكون (الأب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015