النبوية آماله! إلى الشيخ الشهير، الصدر النحرير، ذي الفهم الثاقب والحفظ الغزير، الأحب في الله المؤاخي من أجله سيدي أبي العباس أحمد المقري، أحمد الله عاقبتي وعاقبته! وأسبل على الجميع عافيته!
أما بعد فإني أحمد الله إليك، وأصلي على نبيه سيدنا محمد (ص)، ولا أريد إلا صالح الدعاء وطلبه منكم، فإني أحوج الناس إليه، وأشدهم في ظني إلحاحا عليه، لما تحققت من أحوال نفسي الأمارة، واستنبطت من دخيلائها المثابرة على حب الدنيا الغرارة، كأنها عميت عن الأهوال، التي أشابت رؤوس الأطفال، وقطعت أعناق كمل الرجال، فتراها في لجج هواها خائضة، وفي ميدان شهواتها راكضة، طغت في غيها وما لانت، وجمحت فما انقادت ولا استقامت، فويلي ثم ويلي من يوم تبرز فيه القبائح، وتنشر الفضائح، ومنادي العدل قائم بين العالمين، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين، فالله أسأل حسن الألطاف، والستر عما ارتكبناه من التعدي والإسراف، وأن يجعلنا من أهل الحمى العظيم، وممن يحشر تحت لواء خلاصته الكريم، سيدنا ومولانا وشفيعنا النبي الرؤوف الرحيم.
ولنكف من القلم عنانه، لما أرجو من أجله ثواب الله سبحانه، وقد اتصل بيدي جوابكم، أطال الله في العلم بقاءكم، فرأيت من عذوبة ألفاظكم، وبلاغة خطابكم، ما يذهل من العلماء فحولها، وينيلها لدى الجو لسماعه سؤلها ومأمولها، بيد ما فيه من أوصاف