محجته، فأشادوا الدين وقمعوا الضالين؛ وعلى التابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فلما رأيت الزمان بأهله تعثر، وسفائن النجات (كذا) من أمواج البدع تتكسر، وسحائب الجهل قد أظلت، وأسواق العلم قد كسدت، فصار الجاهل رئيسا، والعالم في منزلة يدعى من أجلها خسيسا، وصاحب أهل الطريقة قد أصبح وأعلام الزندقة على رأسه لائحة، وروائع السلب والطرد من المولى عليه فائحة، إلا أنهم، أعني الطائفتين، تمسكوا من دنياهم بمناصب شرعية، وحالات كانت قدما للسادة الصوفية، فموهوا على العامة بأسماء ذهبت مسمياتها، وأوصاف تلاشت أهلها منذ زمان وأعصارها، لبسوا بانتحالهم لها على أهل العصر إنهم من أهلها، فما راقبوا المولى أن يعاجلهم، ولا خافوا فجأة الموت فما بعدها أن تصادمهم، لولا حلم من سبقت رحمته غضبه، فاغتروا وما نظروا، واستهونوا وما استبصروا، كل ذلك والمولى يمهل لهم، ويجري أسباب المنى كيف ما أحبوا على نحو إرادتهم، فزادوا به تمردا وطغيانا، وأظهروا به أن لهم نصيبا وافرا ولعمري لقد نالوا به حرمانا وخسرانا، وربما صارت الطائفة البدعية مقطعا للحقوق وقسما يقسم بهم في البر والعقوق. والطائفة الأخرى سطرت أناملهم في قراطيس ما يوهم من لم يرهم ممن يأتي في غابر الزمن أنهم من حزب العلماء ومن مشايخهم الأعلين.
كل ذلك والقلب مني يتقطع غيرة على حزب الله العلماء أن ينسب جماعة الجهلة المعاندين الضالين المضلين لهم أو يذكروا