بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.
الحمد لله الذي فتح بصائر أوليائه بأنوار الهداية، ونشر عليهم ألوية القبول لما سبقت لهم سابقة العناية، وأقامهم بين عباده لردع من جلب عليه الشيطان بخيل الغواية، وكلفهم قمعه بمرهفات الألسن والإبنة مع العجز عن سواهما مما هو أبلغ في كتبه وقطع دابره غاية، كي يرجع على عقبه مما تسربل به من مسح المعاصي لا إلى نهاية، وتلك سيرته سبحانه وتعالى ما أظهر بدعيا إلا طمس وجوده بشهاب حجج أهل المعرفة والدراية، وأطفأ حرارة أنفاسه برياح براهين من جعلهم شمسا ستضيء بنورها أهل الغباوة والعماية.
والصلاة على سيدنا محمد، مصطفاه ومختاره ومجتباه، هدى به أعينا عمياء، وقلوبا غلفا وآذانا صماء، فأوضح الطريقة، ونصح الخليقة. وعلى آله وأصحابه الذين انتهجوا منهجه، وقفوا