أو نحو ذلك. غير أن اعتذار الفكون بأمور الحج يجعله صادقا فيما ذهب إليه، ومع ذلك استجاب لطلب طالبيه فألف لهم هذا العمل. ولذلك كرر اعتذاره لهم بأنه سوده ولم يبيضه لأنه لا يجد وقتا لذلك، وأنه لم ينقحه ويراجعه كما يجب، وطلب من القراء ومن أولئك الطلبة أن يغفروا له هذا النقص، إن وجد، وأن يقوموا هم بتصحيحه ما دام هو قد وضع لهم الإطار العام والمعلومات الأساسية.

وقد امتدح الفكون علم الصرف واعتبره (من أعظم ما ينطوي عليه الجنان، ويتعاهده اللسان، ويسر بمعرفته الإنسان). وقال عن خطته في كتابه هذا أنه اقتصر على (فك اللفظ وإبانة المعنى) وأنه لم يسلك طريقة الإسهاب والطول في جلب النقول والشواهد، ولم يغص في المعاني كما كان يرغب لضيق الوقت وانشغال البال الذي أشار إليه. أما طريقة الشرح فلا نعتقد أن الفكون قد جاء فيها بجديد أيضا لهو يحلل أبيات منظومة المكودي بيتا بيتا، ويشرح اللفظ وينبه على المعنى فيها ثم إعرابها ومع هذا الاختصار وهذا التقليد في الشرح، فإن العياشي، وقد تبعه القادري، يقول عنه كلاما يدل على استجادته وتفضيله على غيره ممن كتبوا حول نفس الموضوع، وهو شرح أرجوزة المكودي.

فبعد أن أورد العياشي عبارات الفكون الواردة في المقدمة وهي (الحمد لله الذي أجرى تصاريف المقادير بواسطة أمثلة الأفعال، وأوضح بيان افتقارها إليه بتغير حالاتها من حركة وصحة واعتلال، ونوع أشكال عين وجودها إلى ضم الانضمام إليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015