ومنها قول الله تعالى للرحم (مَهْ) (?).
وقول ابراهيم عليه الصلاة والسلام (مَهيَم) (?).
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن مَتى) (?).
وقول أبي سعيد (فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر وأقرعَ بن حابس وزيد الخيل. والرابع إما علقمة واما عامر بن الطفيل) (?).
قلت: أصل "مَهْ" في هذا الموضع "ما" الاستفهامية حذفت ألفها ووقف عليها بهاء السكت، والشائع أنه (?)، لا يفعل ذلك بها إلا وهي مجرورة.
ومن استعمالها هكذا غير مجرورة قول أبي ذؤيب (قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام، فقلت: مَهْ. فقيل لي: هلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم) (?).
ومثله قول الحجاج لليلى الأخيلية: ثم مه، قالت: ثم لم يلبث أن مات (?).
وحكى الكسائي أن بعض كنانة يقولون: مَعندك؟ و: مَصنعت؟ فيحذفون الألف دون جر، ولا يصلون الميم بهاء السكت لعدم الوقف.
وفي الاقتصار على الميم في "مَعندك" و "مَصنعت" دليل على أن الهاء في قول أبي ذؤيب والحجاج هاءُ سكت (?) لا بدل من الألف كما زعم الزمخشري (?) لأنها عوملت معاملة المتصلة بالمجرورة من السقوط وصلًا والثبوت وقفًا، ولو كانت بدلًا من الألف لجاز أن يقال في الوصل: مَهْ عندك، و: مَه صنعت.