ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر (هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟) (?).
وقوله عليه الصلاة والسلام (من قُتل في سبيل الله فهو شهيد ... ومن مات في الطاعون فهو شهيد؟ ومن مات في البَطن فهو شهيد) (?).
وقوله عليه الصلاة والسلام (إنما يكفي أحدكم أن يضعَ يدَه على فخِذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله) (?).
قلت: في "هل تزوجت بكرًا أم ثيبا" شاهد على أن "هل" قد (?)، تقع موقع الهمزة المستفهم بها عن التعيين، فتكون "أم" بعدها متصلة غير منقطعة, لأن استفهام النبي - صلى الله عليه وسلم - جابرًا لم يكن إلا بعد علمه بتزوجه (?) إما بكرًاو إما ثيبًا، فطلب منه الأعلام بالتعيين، كما كان يطلبه ب "أيّ".
فالموضع إذن موضع الهمزة، لكن استغني عنها ب "هل". وثبت بذلك أن "أم" المنقطعة قد تقع بعد "هل" كما تقع بعد الهمزة.
******
و"في" من قوله "في الطاعون" و"في البَطن" بمعنى الباء الدالة على السببية، كقوله تعالى {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ [30ظ] لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (?).
******
وفي قوله "من على يمينه" شاهد على استعمال "على" اسمًا، وأن ذلك غير مخصوص بالشعر.