62 - دخول الفاء على خبر المبتدأ

ومنها قول الملكين للنبي - صلى الله عليه وسلم - (الذي رأيتَه يُشق فكذاب) (?).

قلت: في قولهما" الذي رأيتَه يشق رأسه فكذاب" شاهد على أن الحكم قد يستحق بجزء العلة. وذلك أن المبتدأ لا يجوز دخول الفاء على خبره (?)، إلا إذا كان شبيها ب" مَن" الشرطية أو"ما" أُختها في العموم واستقبال ما يتم به المعنى، نحو: الذي يأتيني فمكرم إذا لم يقصد آتيا (?) معينا.

فـ"الذي" على هذا التقدير بمنزلة "مَن" في العموم واستقبال ما بعدها. فجاز أن يدخل الفاء في خبرها لشبهه بجواب الشرط.

فلو كان المقصود ب"الذي" معينًا زالت مشابهة "من" وامتنع دخول الفاء على الخبر كما يمتنع دخولها على أخبار المبتدآت المقصود بها التعيين، نحو: زيد مكرم، فلو قلت: فمكرم، لم يجز.

فكذا لا يجوز [الذى يأتيني فمكوم إذا تصدت ب "الذي يأتيني" معينًا.

لكن] (?) "الذي يأتيني" عند قصد التعيين شبيه في اللفظ ب"الذي يأتيني" عند قصعد العموم. فيجوز دخول المْاء على خبره حملًا للشبيه (?) على الشبيه، وإن لم تكن العلة موجودة فيه.

ويدل على إن العرب تعتبر مثل هذا بناؤها "رَقاش" وشبهه من أعلام الإناث المعدولة لشبهها ب "نزالِ" وشبهه من أسماء الأفعال.

فاجراء (?) الموصول المعين مجرى الموصول العام في ادخال الفاء على خبره كاجراء "رقاش" مجرى "نزال" في البناء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015