وفي "إني كنت عن هذا لغنيةً" دخول لام الابتداء على خبر "كان" من أجل (?) أنها واسمها وخبرها خبر "إن".
وفيه شذوذ؛ لأن خبر"إن" إذا كان (?) جملة فعلية فموضع اللام منها صدرها، نحو {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} (?).
وإذا كانت اسمية جاز تصديرها باللام، كقول الشاعر (?):
73؟ - إن الكريم لَمَن يرجوه ذو جِدة ... ولو تعذر ايسار وتنويلُ
وتأخيرُها، كقول الآخر (?):
174 - فانكَ مَن حاربتة لمحارب ... شقى ومَن سالمتة لسعيدُ
فكان موضعُ اللام من "كنت عن هذ لغنية" صدرَ الجملة، لكن منعَ من ذلك كونه فعلًا ماضيا متصرفًا، ومنع من مصاحبتها أول المعمولين كونه ضميرًا متصلًا، فعينت مصاحبتها ثاني المعمولين، مع أن "كان" صالحة لتقدير السقوط لصحة المعنى بدونها. فكأن "غنية" بهذا الاعتبار خبر "إن" فصحبته اللام لذلك.