ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أما بعدُ، ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله) (?)
وقوله - صلى الله عليه وسلم - (أما موسى، كأني انظر إليه إذ انحدر في الوادي) (?)، وفي بعض النسخ: إذا انحدر (?).
وقول عائشة رضي الله عنها (وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة طافوا طوافا واحدا) (?)
وقول البراء بن عازب رضي الله عنه (أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يولّ يومئذ) (?).
قلت: "أما" حرف قائم مقام أداة شرط والفعل الذي يليها. فلذلك يقدرها النحويون ب "مهما يكن من شيء".
وحق المتصل بالمتصل بها أن تصحبه الفاء، نحو {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (?).
ولا تحذف هذه الفاء غالبًا إلا في شعر، أومع قول أغنى عنه مقوله، نحو {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} (?). أي: فيقال لهم: أكفرتم.
ومن حذفها في الشعر قول الشاعر (?):
158 - فأما القتال لا قتال لديكم ... ولكن سيرًا في عراض المواكب