ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (يا ربّ كاسية في الدنيا عاريهٍ يوم القيامة) (?).
قلت: أكثر النحويين يرون أن معنى "رب" التقليل، وأن معنى ما يصر بها المضَي.
والصحيح أنَ معناها في الغالب التكثير. نص على ذلك سيبويه. ودلت شواهد النثر والنظم عليه.
فأما نصَ سيبويه فقوله في باب "كم" (واعلم أنَ "كم" في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه "ربَ" لأن المعنى واحد، إلَا أن "كم" اسم، و"رب" غير اسم) (?) فجعل معنى "ربَ" ومعنى "كم"الخبريهَ واحدًا.
ولا خلاف في أن معنى "كم" التكثير، ولا معارض لهذا الكلام في كتابه، فصح أن مذهبه كون "ربَ" للتكثير لا للتقليل.
وأما الشواهد على صحة ذلك فمنها نثر ومنها نظم.
فمن النثر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " يا ربَ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة، فليس المراد أن ذلك قيل، بل المرِاد أنَ الصنف المتصف بهذا (?) من النساء كثير. ولذلك لو جعلت "كم" موضع "رب" لحسن. ونظائره كثيرة.
ومن شواهد هذا من النظم (?) - صلى الله عليه وسلم - قول حسان رضي الله عنه (?):
116 - رب حلم أضاعه عدم الـ ... مال وجهل غطى عليه النعيم
وقول ضابئ البرجمي (?):