ومنها قول ابن عمر رضي الله عنهما (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب راحلته، ثم
يُهل حين تستوي به راحلته) (?). ويروَى: حتى تستوي (?) به راحلته.
قلت: هذا الموضع صالح لـ "حين" ولـ "حتى".
أما صلاحيته ل "حين" فظاهرة.
ْوأما صلاحيته ل " حتى" فعلى أن يكون قصد حكايته الحال، فاتى ب "حتى" مرفوعًا بعدها الفعل، كقراءة نافع: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (?) وكقول العرب (مرض فلان حتى لا يرجونه)، على تقدير: مرض فاذا هولا يرجَى.
وكذا تقدير الحديث: ثم يهل فإذا هي (?) مستوية به راحلته، والمعنى أن أهلاله مقارن لاستواء راحلته به (?)، كما أن انتفاء رجاء المريض مقارن للحال التي انتهى إليها. ولو نصب "تستوي" لم يجز؛ لأنه يستلزم أن يكون التقدير: ثم يهل إلى أن تستوي به راحلته. وهو خلاف المقصود [12و] إلا (?) إن يريد: يهل بلا قطع حتى تستوي به راحلته، فيقطع قطع استراحة مردفا (?) باهلال مستأنف فذلك جائز.