لغتَان بمعْنًى، وليسَتْ إِحْداهما مأخُوذَةً منَ الأخْرى. والدليلُ على ذلكَ أنّكَ إِذا صَغَّرْتَ النَّاسَ قلْتَ: نُوَيْس، ولو كانَ أصْلُه أُنَاساً لقلتَ في تَصْغِيره: أُنَيِّس.

وحُذِفتْ للتّخفيفِ في قَوْلِهم: يا با فلان، أي يا أَبا فلان، قال الأَسْودُ (?):

رُبَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ فَرَّجْتُ بِالْ‍ ... مَكْرِ منِّي والدَّهَا يابَا المُغِيرَهْ

وقال شاعر الخوارج (?) يرثي زيدَ بنَ عليِّ بن الحُسَيْن:

يا با حُسَيْنٍ والأُمُورُ إِلى مَدًى ... أَوْلَادُ دَرْزَةَ أَسْلَمُوكَ وطَارُوا

يا با حُسَيْنٍ لَوْ شُرَاةُ عِصَابَةٍ ... عَلِقُوكَ كَانَ لِوِرْدِهِمْ إِصْدَارُ

وحُذِفَتِ الهمزَةُ أيضاً في الأمْر من أخَذَ، وأكَلَ، وأمَرَ، فقيل: خُذْ وكُلْ، ومُرْ، الأصلُ اؤخُذْ، واؤْمُرْ، واؤكُلْ، قال اللّاه تعالى: كُلُوا مِنْ طَيِّبااتِ ماا رَزَقْنااكُمْ* (?)، وقال: خُذُوا ماا آتَيْنااكُمْ بِقُوَّةٍ* (?). وقد جاء في القرآن على الأصل في قوله تعالى:

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلااةِ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015