وتكون بمعنى «عن» عند كثير من أهل اللغة. وفسَّروا على ذلك قوله تعالى:
فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (?) أي عنه، ومنه قوله (?):
فَإِنْ تَسْأَلُوني بالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ
أي عن النساء. وقال قتادة في قوله تعالى: سَأَلَ ساائِلٌ بِعَذاابٍ وااقِعٍ (?) أي عن.
وقال مجاهد: أي دعا داعٍ.
وقيل: الباء زائدة، والمعنى: سأل سائل عذاباً. وقال محمد بن يزيد: الباء متعلقة بالمصدر الذي دل عليه الفعل، والمعنى:
فاسأل بسؤالك، وسأل سائل سؤالًا بعذاب.
ويقال: إِنها تكون بمعنى «على»، كقوله تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطاارٍ (?) أي على، وكقول النابغة (?):
وما أَنا مَأْمُونٌ بِشَيءٍ أَقُولُهُ ... وأَنْتَ بأَمْرٍ لا مَحَالَةَ واقِعُ
أي على شيء. وقيل: الباء للإِلصاق في الآية والبيت. وبعض العرب يقول:
توكلت باللّاه: أي على اللّاه.
ويقال: إِنها تكون صِلَة زائدة في مثل قوله (?):
هُنَّ الحَرَائِرُ لا رَبَّاتُ أَحْمِرَةٍ ... سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ
أي لا يقرأن السُّوَر. وعلى هذا فسَّر الأخفش سعيد قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحاادٍ بِظُلْمٍ (?) أي: إِلحاداً بظلم، قال: