وتكون للتبعيض، كقولك: أخذت بزمام البعير، ومسحت بالحائط. والمراد به البعض.
وعلى هذين الوجهين يفسر قوله تعالى:
وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ (?). قيل: الباء للإِلصاق، فيجب مسح جميع الرأس.
وقيل: هي للتبعيض، فيجب مسح بعضه.
ويقال: إِنها بمعنى: «مِنْ» في قوله تعالى: يَشْرَبُ بِهاا عِباادُ اللّاهِ (?) أي منها. وقيل: الباء زائدة. ويروى قول الهذلي (?):
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ...... ... ...............
أي: من ماء البحر. ويروى: «تَرَوَّتْ بماء البحر».
وتكون الباء بمعنى «في» كقولك: زيد بالدار: أي في الدار، قال اللّاه تعالى:
لَلَّذِي بِبَكَّةَ (?) أي في مكة.
وتكون بمعنى «مع» كقولهم: كُلِ التّمر بالزّبد: أي معه، وكقولهم: جاء القوم صغارهم بكبارهم أي مع كبارهم، قال (?):
إِنَّكَ لْو ذُقْتَ الكُشَى بالأكْبادْ ... لَمَا تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالوَادْ
أي مع الأكباد. وعلى هذا فسَّر بعضهم قوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ (?) أي معها الدهن.