كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ (?). وقرأ الباقون بالرفع، إِلا الكسائي فقرأ بالنصب في قوله: أن نقول له كن فيكونَ (?) في «النحل» و «يونس» (?)) (?).
ولِكان في العربية ثلاثة مواضع؛ تكون تامة وناقصة وزائدة.
فالتامة: لها اسم بغير خبر وهي فعل حقيقي بمعنى حدث ووقع. كقولك: أنا مذ كنت صديقُك، برفع القاف: أي أنا صديقك مذ خلقت. وكقوله (?):
إِذا كان الشتاء فادفئوني ... فإِن الشيخ يهرمه الشتاء
والناقصة: لها اسم وخبر وتدل على الزمان ولا تدل على الحدث، كقول اللّاه تعالى: إِنْ كاانَ آبااؤُكُمْ وَأَبْنااؤُكُمْ (?) حتى قال: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ (?) بالنصب.
والزائدة: تزاد مؤكدة للكلام، لا اسم لها ولا خبر، كقول الشاعر (?):
فكيف إِذا مررت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرامِ
أي وجيران لنا كرامٍ.
(وعلى وجوه «كان» هذه الثلاثة فُسر قوله تعالى: مَنْ كاانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (?): قيل: «كاانَ» زائدة لأن الناس كلهم كانوا في المهد صبياناً، ونصب صَبِيًّا على الحال، والعامل فيه الاستقرار. وقيل: «كاانَ» بمعنى: وقع،