وَلاا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلاا تَبْسُطْهاا كُلَّ الْبَسْطِ (?) هذا نهي للنبي عليه السلام عن التقتير والتبذير وأمرٌ بالاقتصاد، وقيل: الخطاب له وهو عام لغيره. وقوله تعالى حاكيا: يَدُ اللّاهِ مَغْلُولَةٌ (?): أي قالوا: إنه لا يبسط رزقه ونعمته لعباده فأجابهم بقوله:
بَلْ يَدااهُ مَبْسُوطَتاانِ (?): أي نعمتاه.
وغَلَّ الشيء في الشيءِ: إذا أثبته، قال:
إلى حاجب غل فيه الشُّفُر
وغَلّ في الشيءِ: أي دخل، وغلّه: أي أدخله، يتعدى ولا يتعدى، قال بعض العرب في صفة الضأن: ومنها ما يَغُل:
أي يدخل قضيبه من غير أن يرفع الألية.
ورجل مغلول: به غلّة: أي حرارة عطش.
وغَلّ في المغنم، غلولًا: أي خان.
وأصله: من غلّه: إذا أدخله، لأن الخائن يدخل ما أصاب من المغنم في متاعه يستره به،
وفي الحديث (?) عن النبي عليه السلام: «هدايا العمال غلول»
، قال اللّاه تعالى: وَماا كاانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ (?): أي يخون في المغنم. وقيل:
أي يكتم ما بعثه اللّاه تعالى به. هذا على قراءة ابن كثير وعاصم وأبي عمرو، وتُحكى عن ابن عباس، وهي اختيار أبي عبيد. وقرأ الباقون: «يُغَل» بضم الياء وفتح الغين. قيل: معناه: ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه ويخوّنوه. فالأول: تبرئة له من الخيانة والثاني تأديب لأصحابه ألّا يتهموه.