لأحوال الأمم وقول الأنبياء في أتباعهم، وأن من أتباع الأنبياء من سيعذب ويدخل النار.
حيث إنه بكى وهو يدعو الله، والمسلم إذا استشعر- وهو يدعو- فقره وضعفه وشدة حاجاته إلى من يسمع دعاءه، وأنه إذا استجيب له سيكون سعيدا، وإذا ردّ عليه الدعاء لعدم اكتمال شروطه، سيكون ذليلا، مع استحضار عظمة وجلال من يدعوه، وهو الغني الحميد، القوي العزيز، وأنه إذا أراد شيئا قال له: كن، إذا استشعر العبد كل ذلك، بكى أملا في الإجابة، وخوفا من رد الدعاء.
من أن يعذب أحد من أمته في النار، والمقصود من الأمة هنا كل أتباعه صلّى الله عليه وسلّم إلى قيام الساعة، يخاف كل ذلك الخوف ويبكي، وهو الذي بشره الله- سبحانه وتعالى-، بالمقامات العاليات الرفيعة يوم القيامة، التي لن يشاركه فيها أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، يخاف هذا الخوف وهو يعلم أن وعد الله متحقق له ولو لم يؤمن به أحد.
-، وأدبه البالغ مع مقام الرب- تبارك وتعالى- نأخذ ذلك من:
1- توجهه صلّى الله عليه وسلّم إلى الله بالدعاء، لما أحزنه أمر من الأمور، وهذا من كمال تعبده، وحسن ثقته بالله، واعتماده عليه.
2- رفع يديه صلّى الله عليه وسلّم لإعلان كامل الافتقار، والتذلل بين يديه، فالذي يدعو هو الفقير، والمدعوّ هو الغني الحميد.
3- افتتاحه صلّى الله عليه وسلّم الدعاء بقوله: «اللهم» .
4- بكاؤه صلّى الله عليه وسلّم في الدعاء إعلانا لشدة حاجته لإجابة الدعاء، وأن الأمر المدعو به قد أحزنه وأهمه. وهو أيضا، لاستدرار رحمات الله وإحسانه.
، وهو سماع خاص، ونجزم أنه سماع خاص، لحسن إجابة الله لهذا الدعاء، كما سيأتي.
ويظهر ذلك في كيفية إجابة هذا الدعاء:
1- إرسال جبريل، عظيم الملائكة وأمين وحي السماء، ليسأل النبي صلّى الله عليه وسلّم عما يبكيه وفيه: