(وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم) ، فأنزل الله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ [البقرة: من الآية 143] .
إطلاق الإيمان على أعمال الجوارح؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم لما أهمهم شأن من مات وقد صلى إلي بيت المقدس، نزل قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، فأطلقت الآية لفظ الإيمان على الصلاة.
قال العلامة ابن حجر العسقلاني رحمه الله، في شرح هذا الحديث ما نصه: (وفيه أن تمني تغير بعض الأحكام جائز إذا ظهرت المصلحة في ذلك) (?) . انتهى قوله. وكنت أتمنى أن يقيد ذلك التمني في تغير بعض الأحكام، بعصر الوحي والتشريع، إذ بعد اكتمال التشريع لا يجوز تمني تغيير أي من الأحكام الشرعية، لأنها بعد ثبوتها تكون في غاية الكمال والجمال، وأي أمنية من أحد بالتغيير يكون تمنيا للنقص، لأنه ليس بعد الحق إلا الباطل.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تلا قول الله- عز وجل-: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ... الآية، وقال عيسى- عليه السّلام.: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، فرفع يديه وقال: «اللهمّ أمّتي أمّتي» ، وبكى، فقال الله- عز وجل-: «يا جبريل اذهب إلى محمّد- وربّك أعلم- فسله ما يبكيك؟
فأتاه جبريل- عليه السّلام- فسأله فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بما قال- وهو أعلم- فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمّد فقل: إنّا سنرضيك في أمّتك ولا نسوءك» . [رواه مسلم] (?) .
قول الله تعالى: «يا جبريل اذهب إلى محمّد فقل إنّا سنرضيك في أمّتك ولا نسوءك» .
ومن المناسب أن نذكر المقصود من الإرضاء في جملة شمائله صلّى الله عليه وسلّم المستفادة من الحديث ونجعلها على هيئة نقاط:
وتأمله في آيات الله- عز وجل- وهو يتلوها، لأنه لما قرأ قول إبراهيم في قومه، وكذا قول عيسى، بكى صلّى الله عليه وسلّم، وما بكى إلا بعد تفكر وتدبر