ولم يحج العراقيون أيضا من بغداد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة1، وحج فيها قفل من عقيل، وتوجه معهم من مكة جمع كثيرون من التجار؛ فنهبوا نبها فاحشا فيما بين وادي نخلة والطائف في النصف الثاني من ذي الحجة منها، ورجع كثير من المنهوبين لمكة، فألبت عليهم الخواطر، وباع الناهبون ما انتهبوا بأبخس الأثمان.
ومنها: أنه في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة خطب بمكة للملك المظفر أحمد ابن الملك المؤيد أبي النصر شيخ، بعد مبايعته بالسلطنة وغيرها في يوم موت والده2، وقبل ذلك في حياة والده بعهد منه، ووصل منه تقليد إمرة مكة للسيد حسن بن عجلان وابنه السيد بركات3 فقرئ في الحطيم في رابع عشرة ربيع الأول4.
ومنها: أنه في يوم الجمعة ثاني ذي الحجة، على مقتضى رؤية أهل مكة لهلال ذي الحجة، هو الثالث منه على مقتضى رؤية أهل مصر واليمن لهلال ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة: خطب بمكة للملك الظاهر أبي الفتح ططر، الذي كان يدير دولة المظفر ابن الملك المؤيد، وكان قد سار به في العسكر لدمشق، ثم طلب وعاد منها لدمشق وبويع في يوم الجمعة تاسع عشر من شعبان من السنة المذكورة بالسلطنة، وخطب له بديار سنة خمس وعشرين وثمانمائة بالقاهرة، فسلطنته ثلاثة أشهر وخمسة أيام5.
ومنها: أنه في سنة أربع وعشرين وثمانمائة: أقام الحجاج بمنى بقية يوم التروية، وليلة التاسع وإلى أن طلعت الشمس منه، ثم ساروا إلى عرفة مع المحمل المصري والشامي، ووقفت الناس يوم الجمعة6.
ومنها: أنه في يوم الجمعة التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة خطب بمكة للملك الصالح أبي الخير محمد ابن الملك الظاهر أبي الفتح ططر7؛ لأن والده عهد له بالسلطنة في ثاني ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وأخذ له البيعة بالسلطنة على أهل الحل والعقد بمصر من الدولة وغيرهم،