ومنها: أن أبا جعفر المنصور -رضي الله عنه ثاني خلفاء بني العباس- حج بالناس، على ما ذكر العتيقي في سنة أربعين ومائة من الهجرة1، وفي سنة أربع وأربعين2، وفي سنة سبع وأربعين3، وفي سنة اثنتين وخمسين من الهجرة4، وهو الذي حج بالناس سنة ست وثلاثين، قبل أن تقضى إليه الخلافة5، وفيها أفضت إليه، وأراد الحج بالناس في سنة ثمان وخمسين ومائة من الهجرة؛ فحالت المنية بينه وبين ذلك، بعد أن كاد يدخل مكة، وكانت وفاته ببئر ميمون6 ظاهر مكة.
ومنها: أن المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور العباسي حج بالناس سنة ستين ومائة7 من الهجرة، وفي سنة أربع وستين ومائة8 من الهجرة، وفي كل حجتيه يأمر بتوسعة المسجد الحرام؛ ففي الأولى جرد الكعبة مما عليها من الكسوة مخافة الثقل عليها، وكساها كسوة جديدة، وأنفق في حجته الأولى في الحرمين أموالا عظيمة، يقال عليها، وكساها كسوة جديدة، وأنفق في حجته الأولى في الحرمين أموالا عظيمة، يقال إنها ثلاثون ألف ألف درهم، وصل بها من العراق، وثلاثمائة ألف دينار وصلت إليه من مصر، ومائتا ألف دينار وصلت إليه من اليمن، ومائة ألف ثوب وخمسون ألف ثوب9.
وما ذكرناه من حج المهدي مرتين، سنة ستين وفي سنة أربع وستين؛ ذكره الإمام الأزرقي في تاريخه9، وذكر أنه في كل منهما أمر بالزيادة في المسجد الحرام، ولم يذكر العتيقي إلا حجته الأولى، وذكر أنه في سنة وستين خرج إلى الحج، فرجح في العقبة لعله أصابته10.
وهو أول خليفة حمل إليه الثلج إلى مكة، وذلك في حجته الأولى.
ومنها: أن هارون الرشيد بن المهدي العباسي حج بالناس -على ما ذكر العتيقي- تسع حجج متفرقة وذلك في سنة سبعين ومائة11، وسنة ثلاث وسبعين