إنشائها، وكان يقوم بالتدريس فيها فيما بين الظهر والعصر من يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع.

وقد ألف الفاسي مؤلف هذا الكتاب كتبا جليلة مشهورة في مقدمتها:

1- كتابنا هذا "شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام".

2- تاريخه الكبير المسمى "بالعقد الثمين، في تاريخ البلد الأمين" وهو في أربعة أجزاء ضخام، ومنه عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية، وقد ترجم فيه لولاة مكة وأعيانها وعلمائها وأدبائها، منذ ظهور الإسلام إلى عصره، وقد رتبه على حروف المعجم وبدأه بالمحمدين والأحمدين، وصدره بذكر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وفي أوله مقدمة لطيفة تحتوي على مقاصد الكتاب.

3- "تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام" وهو اختصار لكتابه "شفاء الغرام"، ويسمى أيضا: "تحصيل المرام، من تاريخ البلد الحرام".

4- هادي ذوي الأفهام إلى تاريخ البلد الحرام" وهو مختصر من الكتاب السابق "تحفة الكرام".

5- "الزهور المقتطفة، في تاريخ مكة المشرفة" وهو مختصر من كتابه السابق "هادي ذوي الأفهام".

6- عجالة القرى للراغب في تاريخ أم القرى".

7- " الجواهر السنية، في السيرة النبوية".

إلى غير ذلك من المؤلفات النفيسة التي كان "شفاء الغرام" أول كتاب يطبع منها. وقد توفي المؤلف في ليلة الأربعاء للثالث والعشرين من شهر شوال المكرم عام 832هـ بمكة المشرفة، بعد أن اعتمر في السابع والعشرين من رمضان من العام المذكور، وترك وراءه آثارا خالدة، وقلما عني أحد من العلماء بتدوين تاريخ البلد الحرام في كتب مفيدة، كما عني الفاسي عالم الحجاز وفقيهه ومؤرخه العظيم.

وما أجدر كل مسلم وعربي بأن يلتفت إلى آثار الفاسي المخطوطة، ويسهم في نشرها، ويعمل على إخراجها، ليعم بمؤلفاته النفع، ولنقف على دقائق التاريخ العربي في فترة من أغمض فترات التاريخ الإسلامي.

رحمه الله، ونفع بعمله وبمؤلفاته، وجزاه عن العرب وعن المسلمين خير الجزاء؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015