.. انتهى.

وشعر الحارث في هذا المعنى طويل، ذكره الفاكهي، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى.

وقد أنكر السهيلي هذا الخبر لأنه قال: وجرهم هو الذي تتحدث به العرب في أكاذيبها، وكان من خرافاتها في الجاهلية أن جرهما ابن ملك أهبط من السماء لذنب أصابه، فغضب عليه من أجله، كما أهبط هاروت وماروت، ثم ألقيت فيه الشهوة، فتزوج امرأة، فولدت له جرهما، وقال فيه قائلهم:

اللهم إن جرهما عبادكا ... الناس طرف وهم تلادكا

ثم قال: من كتاب "الأمثال" للأصبهاني1 ... انتهى. وقال: وقد قيل: إنه كان مع نوح في السفينة وذلك أنه من ولده2 ... انتهى.

ولم يبين السهيلي قائل هذه المقالة، وقد بين ذلك الفاكهي في كتابه "أخبار مكة" لأنه روى فيه بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان في السفينة ثمانون إنسانا وفيهم جرهم3 ... انتهى.

وذكر السهيلي اختلافا في نسب قحطان الذي ينسب إليه جرهم، وفوائد تتعلق بقحطان، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، ونص كلامه: أما قحطان فاسمه مهرم فيما ذكر ابن ماكولا، وكانوا أربعة إخوة فيما روي عن ابن منبه: قحطان، وقاحط، ومقحط، وفالغ.

وقحطان أول من قيل له: أبيت اللعن، وأول من قيل له: عم صباحا.

واختلف فيه، فقيل: هو ابن غابر4 بن شالخ5، وقيل: هو ابن عبد الله أخو هود، وقيل: هو "هود" نفسه، فهو على هذا القول ابن إرم بن سام، ومن جعل العرب كلها من إسماعيل قالوا فيه: هو ابن تيمن بن قيدر بن إسماعيل، ويقال له: هو ابن الهميسع بن يمن.

ثم قال: وقال ابن هشام: يمن هو ابن6 يعرب بن قحطان ثم قال الإمام السهيلي: وقد احتجوا لهذا القول أعني أن قحطان من ولد إسماعيل عليه السلام بقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015